بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 مارس 2010

وصف أم معبد للرسول صلى الله عليه وسلم


أم معبد هي الوحيدة التي وصفت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً مختصراً نذكره لكم في هذه الصفحة وقصتها مع رسول الله مذكورة في كثير من كتب التاريخ وهي ..
أنه لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة يرافقه أبو بكر رضي الله عنه ، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط ..


فمروا بخيمة أم معبد الخزاعية ، وكانت امرأة قوية الأخلاق عفيفة تقابل الرجال ، فتتحدث إليهم وتستضيفهم ، وسألها الركب عن التمر أو لحم يشترونه فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك ، فقد كانت من السنين العجاف ، فقالت لهم : والله لو كان عندنا شئ ما أعوزكم القرى ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في ركن الخيمة .
فقال : (( ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ ))


قالت : هذه شاة خلفها التعب عن الغنم .


فقال صلوات الله وسلامه عليه : (( هل بها من لبن ؟ )) .


فقالت : هي أجهد من ذلك .

قال : (( أتأذنين أن أحلبها ؟ ))


قالت : نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلباً .

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاة فمسح ضرعها وذكر اسم الله وقال : (( اللهم بارك لها في شاتها )) ..
فامتلأ ضرع الشاة ودر لبنها ، فدعا بإناء لها كبير ، فحلب فيه حتى ملأه فسقى أم معبد فشربت حتى رويت ، وسقى أصحابه حتى رووا ، وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم وقال : ( ساقي القوم آخرهم ).
فشربوا جميعاً مرة بعد مرة ، ثم حلب في ثانية عوداً على بدء فغادروا عندها ، ثم ارتحلوا عنها ، فما لبثت أن جاء زوجها يسوق أعنزاً عجافاً هزلي فلما رأى اللبن عجب واستغرب وقال : من أين لكم هذا ولا حلوبة في البيت ؟ ..
قالت : لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت و كيت ..
قال : والله إني لأراه صاحب قريش الذي يطلب ، صفيه لي يا أم معبد ؟

قالت : رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة ، مبتلج ( مشرق ) الوجه حسن الخلق ، لم تعبه ثجلة ( ضخامة البطن ) ولم تزر به صعلة ( لم يشنه صغر الرأس ) وسيم قسيم ، في عينيه دعج ، وفي أشفاره وطف ( طويل شعر الأجفان ) ، وفي صوته صحل ( رخيم الصوت ) أحور أكحل أرج أقرن شديد سواد الشعر ، في عنقه سطح ( ارتفاع وطول ) وفي لحيته كثافة ، إذا صمت فعليه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء ، وكأن منطقة خرزات نظم يتحدرن ، حلو المنطق فصل لا نذر ولا هذر ( لاعي فيه ولا ثرثرة في كلامه ) أجهر الناس وأجملهم من بعيد ، وأحلاهم وأحسنهم من قريب ، ربعة ( وسط مابين الطول والقصر ) لا تشنؤه ( تبغضه ) من طول ولا تقتحمه عين ( تحتقره ) من قصر ، غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظراً ، وأحسنهم قدراً له رفقاء يخصون به ، إذا قال استمعوا لقوله ، وإذا أمر تبادروا إلى أمره ، محفود ( يسرع أصحابه في طاعته ) ، محشود ( يحتشد الناس حوله ) لا عابث ولا منفذ ( غير مخزف في الكلام ) .
قال أبو معبد : هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ، ولو كنت وافقته يا أم معبد لتلمست أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت لذلك سبيلا ..

اللهم صلى على حبيبنا و رسولنا و شفيعنا محمد صلى الله عليه و سلم


الأربعاء، 24 مارس 2010

قصة هند وبشر الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم "الحمد لله الذي جعل في أمتي نظير يوسف الصدّيق"..



هذه قصة من قصص الشعراء العرب الذين قضوا نحبهم عشقاً وما أغرب قصة صاحبنا

هذه المرة وما أمتعها..



فأما هو فهو بشر الأسيدي من بنى عبد العزى.. شاعر إسلامي متوسط في طبقته وأحد

المتخلفين إلى رسول الله .


وأما هي فهي هند ، فتاة من قومه وإحدى فواضل نساء عصرها حسناً وجمالاً وأما حالتها

الإجتماعية فمتزوجة من رجل يقال له سعد بن سعيد ، وأما حالتها العاطفية فعاشقة حتى

الثمالة لبشر..


نظرت إليه مرة يوم كان يجتاز بمنزلها قاصداً رسول الله ، فلم تعد تملك إلاّ أن تنظر إليه

دوماً ، حتى أدمنت المكوث كل غداة على دربه تنتظر اجتيازه . فإذا ما مر اضطرب كل

شيء فيها إلا النظرة الثابتة إلى وجهه إلى أن تطويه المسافة بعيداً عنها ، دون أن يكلف

نفسه عناء رمي نظرة أو إلقاء تحية أو القيام بأي حركة تحسسها بشغل حيز في حياته..

فتناجي نفسها وتقول:


أهواكَ يا بشرُ دون الناس كلهم         وغيركَ يهواني فيمنَعُهُ صدّي


تمرُّ ببابي لست تعرفُ ما الذي         أكابدُ من شوقي إليكَ ومن بُعدي


فياليتني أرضٌ وأنتَ أمامها              تدوسُ بنعليك الكرامِ على خدّي


ويا ليتني نعلاً أقيكَ من الحَفَا              ويا ليتني ثوباً أقيكَ من البَرْدِ


تباتُ خليَّ البالِ من ألمِ الجَوَى            وقلبي كواهُ الحبُّ من شدّةِ الوجدِ


وإنك إن قصَّرت عني ولم تزر              فلابُدَّ بعدَ الصدِّ أدفن في لحدي




ولما تجاوز الحب حدّه، دمّر حدوده وتحول إلى شعر يدوَّن ورسالة توجه إليه فكتبت ما

يعتمر في داخلها ، ثم أخذت الجارية الكتاب وسارت به إلى بشر ولما وصلت إليه سلمت

عليه فرد عليها السلام وسألها عن حاجتها.


فقالت الجارية : " إني جارية السيدة هند وقد أرسلتني إليك بكتاب هذا هو" فأخذه وقرأه

وفهم معناه ثم التفت نحو الجارية وسألها: "هل سيدتك عذراء أم ذات بعل".


فقالت الجارية : " بل متزوجة وزوجها موجود في المدينة".


فرد بشر القول بالقول وواجه حبّها بالواجب المفروض عليها تجاه زوجها ودعاها إلى

الاعتصام بكلام الله وقال:


عليكِ بتقوى الله والصَّبر إنّه            نهى عن فجور بالنساءِ مُوَحّدُ


وصبراً لأمرِ الله لا تقربي              الذي نهَى الهُ عنه والنبيّ محمدُ


فلا تطمعي في أن أزوركِ               طائعاً وأنت لغيري بالخناءِ معوّد






وأخذت الجارية الكتاب وسلمته إلى سيدتها التي عزّت عليها نفسها كثيراً فبكت بكاء مراً

وكتبت إليه تقول :


أما تخش يا بشر الإله فإنني              لفي حسرةٍ من لوعتي وتسهدي


فإن زرتني يا بشر أحييتَ مهجتي      وربي غفورٌ بالعطا باسطُ اليد



ومرة أخرى عادت إليه الجارية برقعة من سيدتها وصعب على بشر ما هي فيه فكتب لها

هذه الأبيات :


أيا هند هذا لا يليقُ بمسلمٍ ومسلمةٌ          في عصَمة الزوج فابعدي


أما تعلمي أن السَفاح محرّمٌ فحولي        عن الفحشاءِ والعيبِ وارتدي


بهذا نهى دين النبيِّ محمدٍ فتوبي           إلى مولاكِ يا هندُ ترشدي


لكن الكلمات كلها لم تكن لتكفيها في وصف ما تكابده من حبه ، وكل العادات والقوانين ما

كانت لتثنيها.


ولكنه لم ييأس بل دأب على مراسلتها ليهديها فكتب :


إن الذي منع الزيارة فاعلمي       خوف الفساد عليك أن لا تعتدي


وأخافُ أن يهواكِ قلبي في         الهوى فأكون قد خالفتُ دينَ محمدِ






فلما وصلها هذا الكتاب انكمدت نفسها ومرضت فكتبت إليه تقول:






أيا بشر ما أقسى فؤادَك في الهوى    ا هكذا الحبُ في مذهبِ الإسلامِ


إني بُليت وقد تجافاني الصفا            فارحم خضوعي ثم زد بسلامِ


ضاقت قراطيسُ التراسل بيننا         جفّ المدادُ وحفيت الأقلام


فلما وقف بشر على هذه الأبيات أجابها بقوله :


    لا والذي رفعَ السماءَ بأمره        ودحى بساط الأرض باستحكامِ


   وهو الذي بعثَ النبي محمداً          بشريعة الإيمان والإسلامِ


   لم أعصِ ربي في هواك             وإنني لمطهر من سائر الآثامِ


وحلف أن لا يمر بباب هند ولا يقرأ لها كتاباً ، فلما إمتنع كتبت له:



سألت ربي فقد أصبحتَ لي شجنا       أن تُبتلى بهوى من لا يُباليكا


حتى تذوقَ الذي ذقتُ من نَصَبٍ        وتطلب الوصل ممن لا يواتيكا


وتشتكي محنة في الحب نازلة          وتطلب الماء ممن ليس يسقيكَ


بلاك ربي بأمراض مسلسلةٍ             وبامتناع طبيب لا يداويكَ


ولا سروراً ولا يوماً ترى               فرحا وكل ضرٍ من الرحمن يبليكَ


فلما لج بشر وترك الممر ببابها أرسلت إليه بوصيفة لها فأنشدته هذه الأبيات فقال

للوصيفة :


ـ "لأمر ما لا أمر". فلما جاءت الوصيفة أخبرتها بقول بشر فكتبت وهي تقول :


كفّر يمينك أن الذنبَ مغفورُ           وأعلم بأنك أن كفّرت مأجورُ


لا تطردنّ رسولي وارثينّ له          إن الرسولَ قليلُ الذنبِ مأمورُ


واعلم بأني أبيتُ الليلَ ساهرةً         ودمع عيني على خديَّ محدورُ


أدعوه باسمِكَ في كربٍ وفي          تعبٍ وانت لاهٍ قريرُ العين مسرورُ




وأما هندٌ فقد أصبحت بعدها موجة بشر بحرها وزهرة بشر عطرها ، تقطف من محياه

كلما مرّ بعضاً من الحياة فكيف تعيش إن حجب عنها


وأما بشر فقد خاف على نفسه من الفضيحة فارتحل إلى بطحاء تراب ليلاً . ووقفت جارية

هند على أمره فأعلمت سيدتها ، فاشتد عليها ذلك ومرضت مرضاً شديداً فبعث زوجها

إلى الأطباء فقالت له :


"لا تبعث إليّ طبيباً فإني عرفت دائي ، قهرني جني في مغتسلي فقال لي : تحولي عن

هذه الدار فليس لك في جوارنا خير"


فأجابها الزوج : ما أهون هذا "ا فقالت: "إني رأيت في منامي أن أسكن بطحاء تراب"

فقال: "اسكني بنا حيث شئت"


فاتخذت هناك داراً على طريق بشر وجعلت تمضي الأيام في النظر إليه كل غداة إذا غدا

إلى رسول الله حتى برئت من مرضها وعادت إلى حسنها ، فقال لها زوجها : "إني

لأرجو أن يكون لك عند الله خير لما رأيت في منامك أن أسكني بطحاء تراب فأكثري من

الدعاء".


وكانت مع هند في الدار عجوز فأفشت إليها أمرها وشكت إليها ما ابتليت به وأخبرتها

أنها خائفة أن يعلم بشر بمكانها فيترك الممر ويأخذ طريقاً آخر فقالت لها العجوز: "لا

تخافي فإني أعلم لك أمر الفتى كله وإن شئت أقعدتك معه ولا يشعر بمكانك" فقالت "ليت

ذاك قد كان".


ولما همّت العجوز بالإنصراف قالت لها هند:


ساعديني واكشفي عني الكروب         ثم نوحي عند نوحي ياجنوبْ


واندبي حظي ونوحي علناً                 إن حاليَ بَعْده شيءٌ غريبْ


ما رأت مثلي زليخا يوسفٍ لا            ولا يعقوب بالحزنِ العجيبْ


فقعدت العجوز على باب الدار حتى أقبل بشر فسألته أن يكتب لها رسالة إلى إبنها في

العراق فقعد وراحت تملي عليه وهند تسمع كلامهما. فلما فرغ قالت العجوز لبشر: "يا

فتى ، إني أراك مسحوراً "فقال لها: "ما أعلمك بذلك؟" فأجابته: "ما قلت لك إلا وأنا

متيقنة


فانصرف عني اليوم حتى أنظر في أمرك" .


ثم دخلت إلى هند وبشّرتها قائلة : إني أراه فتى حدثاً ولا عهد له بالنساء ومتى ما أتى

وزيّنتك وطيّبتك وأدخلتك عليه غلبت شهوته وهواه دينه.


وفي مرة كانت قد إاتفقت فيها مع هند، دعته لتنظر له نجمه فأدخلته إليها وأغلقت الباب

عليهما فلم يشعر إلاّ والباب أقفل ووقفت أمامه حسناء كأنها البدر وقد إرتمت عليه وأخذته

إليها وهي تقول:


يا بشر واصلني وكنْ بي لطيفا        إني رأيتك بالكمالِ ظريفا


وانظر إلى جسمي وما قد حلّ بي     فتراه صار من الغرام نحيفا



فلما رأها راعه جمالها وعلم ببراعته أنها هند التي هجر مقره من أجلها فتباعد عنها متعطفاً وأنشد متلطفاً:



ليس المليحُ بكاملٍ في حسنهِ       حتى يكونُ عن الحرامِ عفيفَا


فإذا تجنب عن معاصي ربه        فهنالك يدعى عاشقا وظريفا


فجاء زوج هند في غير عادته في كل يوم فوجد مع إمرأته رجلاً في البيت فطلقها وطوقه

وجره وذهب به إلى رسول الله


فكبى بشر أمام الرسول وحلف بأنه ما كذبه منذ صدقه وما كفر بالله منذ آمن به وقص

على النبي قصته. فبعث النبي إلى العجوز وهند فأقرتا بين يديه فقال: "الحمد لله الذي

جعل من أمتي نظير يوسف الصديق". فأدب العجوز وأعاد هند إلى منزلها


بعد هذه الحادثة هاج بشر بحب هند وإنتظر إنتهاء عدتها ليخطبها، لكن هند رفضت أن

تتزوجه بعد أن فضحها عند رسول الله، فجاءها رسول من أهله يعلمها بأنه طريح

الفراش وقد يموت إن هي لم ترض به فقالت: "أماته الله فطالما أمرضني" فكتب إليها

يقول :


أرى القلب بعد الصبر أضحى مضيّعا        بقيت مالي في هواك مضيّعا


فلا تبخلي يا هندُ بالوصل وارحمي أسير    هوى بالحبِ صارَ مَضْيّعَا


فلما وصلتها الأبيات كتبت تحتها تقول:


أتطلب يا غدَّار وصلي بعدما سأت        ووصلي منك أضحى مضيّعَا


ولما رجوتُ الوصلَ منك قطعته          وأسقيتني كأساً من الحزن مُتْرَعا


واخجلتني عند النبي محمد                 فكادت عيوني أن تسيل وتطلعا






وزادت هذه الأبيات من لوعته وأضرمت نيران الحب في قلبه فكتب  إليها:


سلام الله من بعد البعاد على      الشمس المنيرةِ في البلادِ


سلام الله يا هندُ عليك             ورحمته إلى ييومِ التنادي


وحقِّ الله لا ينساك قلبي           إلى يوم القيامةِ يا مرادي


فرقّي وارحمي مضنى كَئيبا      فبشر صار ملقى في الوسادِ


فداوي سقمه بالقرب يوماً         فقلبي ذابَ من ألم البعادِ


لكن جرحها كان أكبر من أن تبلسمه الكلمات وفضيحتها كانت أوسع من أن تحصرها

الزفرات فردت عليه تقول:


سلامُ الله من شمسِ البلاد        على الصبَّ الموسد في المهادِ


فإن ترجُ الوصال وتشتهيه        فأنت من الوصالِ على بعادِ


فلست بنائلٍ منّي وصالاً           ولا يدنو بياضك من سوادي


ولا تبلغ مرادك من وصالي      إلى يوم القيامةِ والتنادي


فلما وصل إليه الكتاب امتنع عن الطعام والشراب حتى اشتدت علّته وكانت له أخت

تواسيه فطلب منها أن تأتيه بهند. فلما علمت هند بأنه على آخر رمق من الحياة سارت

معها إليه فوجدته يقول:

إلهي إني قد بُليت من الهوى صبحتُ     ياذا العرش في أشغل الشغلِ


أكابد نفساً قد تولّى بها الهوى وقد         ملّ إخواني وقد ملّني أهلي


وقد أيقنتْ نفسي بأني هالكٌ                بهندٍ وأني قد وهبتُ لها قتلي


وأني وإن كانت إلي مُسيئة                يشقُّ عليَّ أن تعذّب من أجلي


فبكت هند وبكى معها كل من كان حاضراً وأنشدت:


أيا بشر حالك قد فنى جسدي            ألهب النار في جسمي وفي كبدي


وفاض دمعي على الخدين منسكبا     خانني الدهر فيكم وانقضى رشدي


ما كان قصدي بهذا الحال أنظركم     لا والذي خلقَ الإنسانَ من كمدِ


فما سمع كلامها أوما إليها وأنشد:

أيا هند إذا مرّت عليك جنازتي        نوحي بحزنٍ ثم في النوح رنّمي


وقولي إذا مرّت عليك جنازتي        وشيري بعينيك عليَّ وسلّمي


وقولي رعاكَ اللهُ يا ميَّّتَ الهوى       أسكنكَ الفردوسَ إن كنتَ مسلم


ثم شهق شهقة وفارقت روحه الدنيا فلما رأته إرتمت عليه وأنشدت



أيا عينُ نوحي على بشر بتغرير                لا ترويه من دمعي بتقديرِ


يا عينُ أبكي من بعد الدموعِ دما               انه كان في الطاعات محبورِ


لفقدِ بشرٍ بكيتُ اليومَ من كمدٍ                    ا خير في عيشةٍ تأتي بتكديرِ


ألقاك ربك في الجناتِ في غُرَفٍ                لقى النعيم بها بالخير موفورِ


ثم ألقت بنفسها عليه وحركوها فإذا هي ميتة فغسلوهما ودفنوهما معا .


الخميس، 11 مارس 2010

رحيل شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي بالاراضي المقدسة

كنا قد تناولنا في مقالات سابقة بعض فتاوي شيخ الازهر وهانحن ذا نرثيه ونرثي علمه ودرجته الرفيعة فلا حول ولا قوة إلا بالله ولاهله الصبر وحسن العزاء
…توفى محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهرعن عمر يناهز 81 عاما، اثر ازمة قلبية الاربعاء خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض.



ومنذ عام 1996 شغل طنطاوي منصب شيخ مؤسسة الازهر المؤسسة السنية البارزة، والتي تعد من اهم المؤسسات الدينية في مصر والعالم الإسلامي، واحدى المرجعيات البارزة للسنة الذين يشكلون غالبية المسلمين في العالم.


ويعتبر طنطاوي، شخصية دينية مبجلة في اوساط عدد كبير من مسلمي العالم البالغ عددهم 1.4 مليار. وكان لفتاواه تأثير كبير، خاصة في مصر، رغم انها لا تتمتع بقوة القانون.


ولد طنطاوي في 28 من اكتوبر/ تشرين الاول 1928 في قرية سليم الشرقية محافظة سوهاج.وهو حاصل على درجة الدكتوارة في تفسير القرآن والسنة من جامعة الازهر عام 1966.


وقد عين في 1996 شيخا للازهر بموجب مرسوم رئاسي بعدما كان مفتيا للجمهورية المصرية منذ 1986 .


ومن ابرز فتاوى طنطاوي، جواز التحاق الفتيات بالكليات العسكرية والجيش. كما رأى ان المرأة "تصلح ان تكون رئيسة للجمهورية وتتمتع بالولاية العامة التي تؤهلها لشغل المنصب".


حظر ارتداء النقاب


وشهدت رئاسة طنطاوي لمؤسسة الازهر العريقة عددا من المواقف التي اثارت جدلا واسعا في اوساط الاعلام المصري، واثارت آراؤه المعتدلة حفيظة المتشددين، مثل قراره بحظر ارتداء النقاب داخل قاعات الدراسة اواخر العام الماضي.


واعتبرت تلك الخطوة بمثابة فصل من فصول الصراع بين الاسلام المعتدل الذي تناصره الدولة المصرية وبين جماهير اصبحت تميل اكثر الى الرؤية المتشددة للاسلام.


وكانت القضية قد تفجرت عندما زار طنطاوي معهدا أزهريا للبنات في القاهرة وطلب من إحدى الطالبات تبلغ من العمر 13 عاما بأن تخلع نقابها.ونقلت وسائل الاعلام المصرية قوله عندها ان "النقاب مجرد عادة ولا علاقة له بالدين الاسلامي من قريب او بعيد".


ومن بين فتاواه التي جرت عليه هجوم المتشددين تأييده لنقل الاعضاء البشرية واستنكاره لعادة ختان الاناث، وفتواه بتأييد فوائد البنوك التجارية، بخلاف راي العديد من العلماء الذين يحرمون تعاطي هذه الفوائد ويحرمونه دينيا.


وفي عام 2000، وفي خضم جدل عام بشأن تشريع يسهل على السيدات الحصول على الطلاق في مصر، افتى طنطاوي بانه لا يوجد في الشريعة الاسلامية ما يمنع المرأة من الحصول على الطلاق بسهولة وتم إثر ذلك إقرار القانون المعروف باسم"الخلع".


ادانة العمليات الانتحارية


وفي عام 2003 قال طنطاوي ان من يقومون بالعمليات الانتحارية" اعداء الاسلام"، بينما افتى علماء بارزون آخرون مثل الشيخ يوسف القرضاوي بشرعية تلك العمليات خاصة ضد اسرائيل.


وفي اعقاب هجمات سبتمبر على الولايات المتحدة عام 2001 قال طنطاوي انه " ليس من الشجاعة بأي شكل قتل شخص بريء، أو قتل آلاف الاشخاص من بينهم اطفال ونساء ورجال".كما رفض ايضا دعوة اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة للجهاد ضد الغرب.


الا انه وقبيل اسابيع من الغزو الامريكي للعراق عام 2003، اقر طنطاوي مثل هذه الهجمات ودعا المسلمين الى القتال ضد " الغزاة".


وخلال ندوة حول المسجد الأقصى شهدتها القاهرة عام 2001 دعا طنطاوي المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى زيارة المسجد الأقصى في القدس باعتبار أن هذه الخطوة تدعم الفلسطينيين.


الاثنين، 1 مارس 2010

عطبرة


اغنية عطبرة اجمل واروع الاغاني التي

 جادت بها قريحة مجموعة عقد الجلاد

الرائعة والتي اثبتت علي مر السنين انها من

اول وافضل المجموعات الغنائية الي مرات

علي تاريخ الاغنية السودانية :


من قمت من بيتنا ومشيت

بطاقتي صورة مصغرة

شايل معاي شنطة صفيح

حزمة هموم

ولدا متين بقي للسفر والاغتراب والدردرة

كان الزمان لسة رضى

والناس ظروفها مقدرة

وانا في القطار اصغر صبي

آمال تفيض متفجرة

لما القطار صفر وقف

بهرتني صورة عطبرة

دي محطة الوطن الكبير كانت تضج متحضرة

ونزلت ماشي على الرصيف

اغبش هدومي مغبرة

الهجرة من زمناً قديم زي ساقية فينا مدورة..

عائلة ابوي عبد الرحيم من حلفا جات متهجرة

عديلة هوى والله ريف فجلي

بلد نفاي اموقا كجلي نورين موقو

كن جواب كفاي

دقيتني نفص كورين لوجي

نفس القطارات والسكك

يوم مقبلة ويوم مدبرة

كان عمري 12 سنة

شايل التقيلة مبكرة

رحال بدون زاد لا متاع

كان لي كتاب ومفكرة

لميت شتات بعض الحروف

وقرايتي تبدو مكسرة

من قمت من بيتنا ومشيت

بطاقتي صورة مصغرة

شايل معاي شنطة صفيح حزمة هموم

ولدا متين بقي للسفر والاغتراب والدردر