بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 يناير 2010

امرأة نخلة للشاعر محي الدين الفاتح


اول عهدي بهذه القصيدة عندما كنت في السنة الاولي بالجامعة حيث كانت كل الاشياء امل يمشي علي ساقين والاحلام طيور ترفرف في كل انحاء النفس المفعمه بالاماني والاماني العذبة فقط !!! اذكر تماما حين قراتها ذلك الاحساس الذي راودني وهو شئ اقرب الي السكر منه الي الادراك فهي تاخذ الي كل مراحل الحياة الي ان تصف لك ما سوف تكون عليه رفيقة الدرب وتشبيهها بالنخلة التي تحمل دوما الخصب والجمال والعلو والشموخ والإباء ومع ذلك تعطينا الثمر فيا له من تشبيه لامس شغف النفس علي حداثة عهدها بالاحساس بالاخر وتخيلات الطفولة ما زالت تسيطر علي مداخل الخواطر فالي ذلك السحر :



وأنا طفل يحبو
لا اذكر كنت أنا طفل يحبو
بل قل شبحا يمشى يكبو
أتذكر لي سنوات ست
ولبضع شهور قد تربو
أتفاعل في كل الأشياء
أتساءل عن معنى الأسماء
والنفس الطفلة كم تشتط لما تصبو
وفى يوما ما !!
إذ لمعت فيه الأشياء
أدخلت اذكر في غرفه
ما كنت اعرف لها اسما
لكنى أدركها وصفا
كبرت جسما ..
بهتت رسما ..
عظمت جوفا ..
بعدت سقفا ..
وعلى أدراج خشبية
كنا نجلس صفا صفا
والناظر جاء ...
وتلى قائمة الأسماء
أشار لافخرنا جسدا
أن كن ألفا
فكن الالفه الفه .. اتذكره
إن جلس فمجلسه أوسع
وان قام فقامته ارفع
وان فهم فأطولنا إصبع
لذا فينا كان الالفه
كم كان كثيرا لا يفهم
لكن الناظر لا يرحم
من منا خطاه الالفه

كنا نهديه قطع العملة والحلوى
لتقربنا منه زلفى
مضت الأيام ...
مضت تتبعها الأعوام
أرقام خطتها الأرقام
انفلتت من بين أصابعنا
وسياط الناظر ... تتبعنا
اللحم لكم .... والعظم لنا
ومخاوفنا تكبر معنا ..
السوط الهاوي في الأبدان
ضربا .. رهبا .. رعبا .. عنفا
الباعث في كل جنان
هلعا .. وجفا .. فزعا .. خوفا
والصوت الداوى في الاذان ...
شتما قذفا
فقد نسيتنا الرحمة لو ننسى يوما رقما ..
او نسقط في حين حرفا
والمشهد دوما يتكرر
وتكاد سهامي تتكسر
لكانى احرث إذ أبحر
لا شط أمان لا مرفأ
وجراحي كمصاب السكر
لا تهد بالا لا تفتر ...
لا توقف نزفا لا تشفى
غدت تخرسنا الأجراس
وتكتم فينا الأنفاس
وتبعثرنا فكرا حائرة
والناظر منا يترأى وهما
للعين لنا الناظر
في الفصل على الدرب وفى البيت
يشقينا القول كمثل الصمت
فانفض بداخلنا السامر
وانحسرت آمال الآتي

من وطأة الآم الحاضر
لكنى اذكر في مرة !!!
من خلف عيون الرقباء كنا ثلة
قادتها الحيرة ذات مساء ..
للشاطى في يوما ما
إذ قامت في الضفة نخلة ..
تتعالى رغم الأنواء ..
تتراقص في وجه الماء ..
فإذا من قلتنا قلة
نرمى الأحجار إلى أعلى
نرمى حجرا تلقى ثمرا .. حجرا نرمى تلقى ثمرا
حجرا .. ثمرا .. حجراثمرا .. حجرا ثمرا ..
مقدار قساوتنا معطاء ..
يا روعة هاتيك النخلة
كنا ندنو كانت ترنو وبنا تحنو ..
تهتز وما فتئت جزلى
من ذاك الحين وأنا مفتون بالنخلة
والحب لها وليوم الدين ..
مطبوع في النفس الطفلة ..
مضت السنوات ولها في القلب خطوات
صارت عندي مثلا أعلى ..
يجذبني الدرس إذا دارت
القصة فيه عن نخلة ..
ويظل بقلبي يترنم ..
الوحي الهاتف يا مريم
أن هزي جذع النخلة
في اعظم قصة ميلاد
في الأرض لها كانت دولة
... مضت الايام ...
جفت صحف رفعت أقلام
فإذا أيام الدرس المرة مقضية
وبدانا ساعتها نبحث عن ..
وهم يدعى الحرية ..
كان حلما راودني والنفس صبية ..
تتعشق لو تغدو يوما
نفسا راضية مرضية ..
تتنسم أريج الحرية
وكدت أساق إلى الإيمان
أن الإنسان قد أوجد داخل قضبان
والبعض على البعض السجان
في سجن يبدو أبديا
فالناظر موجود أبدا في كل زمان ومكان
فتهيأ لي أن الدنيا ..
تتهيا أخرى للطوفان
وأنا إذ أمشى اتعثر ..
لكأني احرث إذ أبحر
لا شط أمان لا مرفأ
وجراحي كمصاب السكر
لا تهدأ بالا لا تفتر ..
لا توقف نزفا لاتشفى
أعوام تغرب من عمري وأنا اكبر
لافتش عن ضلعي الأيسر
وتظل جراحي مبتلة
تتوهد قلبي بالسقيا ..
أتطلع لامرأة نخلة ...
تحمل عنى ... احمل عنها ثقل الدنيا
تمنحنى معنى أن احيا ..
أتطلع لامرأة ...
لتجنب اقدامى الذلة
وذات مساء ...
وبلا ميعاد كان الميلاد وتلاقينا
ما طاب لنا من عرض الأرض تساقينا
وتعارفنا .. وتآلفنا وتحالفنا
لعيون الناس ترائينا ...
لا يعرف من يدنو منا جفنا أو من يعلو عينا
وتشاركنا وتشابكنا ...
كخطوط الطول إذا التفت بخطوط العرض
كوضوء سنته اندست في جوف الفرض
كانت قلبا وهوان ..
العرف فكنت النبض
كانت مزنا وهوان ..
الغيث فكنت الأرض
وأنا ظمآن جأتنى حبا وحنانا
اروتنى دفئا وأمانا
كانت نخلة تتعالى فوق الأحزان
وتطل على قلبي حبلى ..
بالأمل الغض الريان
وتظل بأعماقي قبلة
تدفعني نحو الإيمان
كانت لحنا عبر الأزمان
جاءتني من غور التاريخ
يستعلي فوق ذرى المريخ
صارت تملأني في صمتى ..
ترنيمة سعد في صوتي
أتوسم فيها اكسيرا ..
أبدا يحيني في موتى
.. وبذات مساء وبلا ميعاد او وعد
إذا كان لقاء ...
والشوق يشد على الأبدان
فتوقف نبض السنوات
في أقسى أطول لحظات
تتساقط بعض الكلمات
تنفرط كحبات العقد ...
.. فكان وداع دون دموع
كان بكاء ...
لافارق اجمل ما عندي
وكان قضاء أن تمضى ..
أن أبقى وحدي لكني باق في عهدي
فهواها قد أضحى قيدي
وبدت سنوات تلاقينا
من قصر في عمر هلال
لقليل لوح في ..

كظلال سحاب رحال
كندى الأشجار على الأوراق
يتلاشى عند الإشراق
كنا رغم تفرقنا ..

يجمعنا شي في الأعماق
نتلاقى دوما في استغراق
في كل حكايات الأبطال
نتلاقى مثل الاشواق ..
نستبق جليل العشاق
نتلاقى في كل سؤال يبدو
بعيون الأطفال
ولئن ذهبت ساكون لها وكما قالت ..
فبقلبي أبدا أبدا ما زالت ..

ريحا للغيمة تدفعها حتى ترحل
ماء للحنطة تسقيها حتى تثمر
ريقا للوردة ترعاها حتى تزهر
أمنا للخائف والمظلوم ...
عونا للسائل والمحروم ..
فلئن ذهبت ... فلقد

صارت عندي جرحاً يأوى قدحاً
يغلق صبحا يبنى صرحا
لاكون بها إيقاعا من غناء
لو يصحو ليل الأحزان ..

وخشوعا في كل دعاء
يسعى لعلو الايمان ..
ترنيما في كل مساء ..
من اجل نما الإنسان
من اجل بقاء الإنسان
من اجل إخاء الإنسان ...


هناك تعليق واحد:

  1. ما شاء الله كلام روعه بس انا عندي سؤال هو اني عاوز اشارك اشعاري ممكن تدلوني كيف ابقي عضو افيد و استفيد

    ردحذف